من نفحات سيدنا أبو مدين الغوث رضي الله عنه
تضيق بنا الدنيا إذا غبتموا عنا
وتزهق بالأشواق أرواحنا منا
بعادكموا مـوت وقربكموا حياة
وان غبتموا عـنا نـفـسـا مـتــنــا
يحركنا ذكر الأحاديث عنكموا
ولولا هواكم في الحشا ما تحركنا
فقل للذي ينهى عن الوجد أهله
إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعنا
إذا اهتزت الأرواح شوقا إلى اللقاء
نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
أما تنظر الطير المقفص يا فتى
إذا ذكر الأوطان حنّ إلى المغنى
فيفرج بالتغريد ما بفؤاده
فتطرب الأعضاء في الحس والمعنى
ويرقص في الأقفاص شوقا إلى اللقاء
فيهتز أرباب العقول إذا غنى
كذلك أرواح المحبين يا فتى
تهززها الأشواق للعالم الاسنى
أنلزمها بالصبر وهي مشوقة
وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنى
فيا حادي العشاق قم واحد قائما
ودندن لنا باسم الحبيب وروحنا
وصن سرنا في سكرنا عن حسودنا
وان أنكرت عيناك شيئاً فسامحنا
فانا إذا طبنا وطابت عقولنا
وخامرنا خمر الغرام تهتكنا
فلا تلم السكران في حال سكره
فقد رفع التكليف في سكرنا عنا