في ذكرى رحيل والدي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى رحيل والدي رحمه الله
لقد صارت نفسي بك غنية أيها الفقير
وبحنانك صرت غنيا أملك الكثير
لم تكن مجرد أبا بل كنت لي أكبر من ذلك بكثير
لقد همست في داخلي بالتوحيد بالحب
كم أنا سعيد إنني تعرفت عليك-على بعض من جمالك
لكم أختلط على الحال وأنا اللصيق بك فلم أراك إلا في زمرة الأغنياء من التعفف
لقد كنت مقنعا لي في كل أدوارك
وعندما أسترجع مشاهد مسرحية حياتي أجدك تلعب فيها دور البطولة
لكم ذهبنا سويا إلى رحلات قمرية معا
إختليت بها فيك خلوة حبيب بحبيب ورفعتني إلى عرش حنانك لأجد من حولي يخر لي ساجدا
يا أبي كنت عظيما إذ كنت أول الساجدين
لقد تعلمت منك ما تنوء كواهل العصبة من أولى القوة عن حمله لكم كنت بسيطا وأنت تزرع في أشجار التين والزيتون وخلال رحلاتك العلوية التي كنت تصطحبني فيها.

أي عطوف
لقد انهارت حدود الجسد العقيم بيننا مبكرا
ولقد علمتني صغيرا أن اقفز إلى ما بعد عتباته الأرضية
واذكر فرط سعادتك كلما نما الزغب الأصفر في جناحي ليصبح ريشا يجعلني أُحسب على أهل الفضاء الرحب

أي جميل
لكم كنت اعشق ثناياك الأرضية لفرط ما مُلئت من جمال الأنوار فإستبان الخير فيها واستكان

أي حبيب
ما زلت أنت المعلم الأول حتى عندما مَنَّ الله عليَّ بأن أكون أباً وجدتني أنا المعلم الثاني لهم أسير بهم رويداً رويدا على نفس الطريق الذي علمتني أاستهدي خطاك في ذلك ولكن هيهات هيهات بين ضوء شمعة من قمر منير
رحمك الله وجزاك الله عنا خير الجزاء